أخر الاخبار

مقال الرأي .. سرطان التواصل وشلل المعرفة ...

 


العربي24 

تقمص الجميع دور العارف الخفي، الذي يبقي على الأفكار متسلحا بالمعرفة، مقيدا بالوعي، وناصرا للحقيقة، التي لم تفي بشروط إيصالها إلى المتلقي، بطرق سهلة و سلسلة، حيث تجمد الرصيد المعرفي عن حافة الجدال، و إستعمال العنف المعنوي لتزكية فكرة خاصة فقط.

 

التأني و الانصات، و الصمت ولو قليلا أصبح ضعفا وسط زوابع رملية عكرت الجو العام للنقاش، و أفاضت الكأس الذي كان ممتلئا بقليل من المعرفة و كثير من الماء، حوارات مستهلكة، و نقص في الوعي الجماعي، نتيجة لكل هذه التراكمات أصابت المجتمع المغربي بجرح غائر.

 

في حادثة مسبوقة في الوسط الاجتماعي الذي نعيشه منذ ان نستيقظ حتى ان نغفوا، طرح موضوع للنقاش بطريقة أقل ما يمكن القول عليها انها معقولة، مسترسلة إلى كبد المجتمع، حيث تفاعل معها رواد منصات التواصل الاجتماعي بسخرية، لا لأنها تحمل شروط النقص، بل لانها تختلف مع أرائهم التي تتناقض مع أفكار الاخر.

 

بداية نهاية بناء مجتمع يتحلى بروح الانصات و تربى على أبجديات التواصل، الذي طويت صفحاته منذ الأول، مستهترا بخطورة الفعل، وجرم الواقعة من المنظور الأخلاقي، لان تكالب الاحداث يضع جبل على حافة السقوط، هو نفسه المجتمع كذلك.

 

التكوين البيداغوجي اصبح ضرورة ملحة لتدريسها في المقاهي و الشوارع و الدروب، حتى يتمكن المجتمع من إنقاد نفسه بنفسه، لأن التواصل داخل المجتمع أصابه سرطان حسن الانصات، وشلل تقاسم المعرفة.


تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق



    وضع القراءة :
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -